استهداف سلالات بكتيريا إي كولاي.. مفتاح جديد للحد من مخاطر سرطانات الأمعاء والمثانة

Waleed18 ديسمبر 2024Last Update :
استهداف سلالات بكتيريا إي كولاي.. مفتاح جديد للحد من مخاطر سرطانات الأمعاء والمثانة

تعد بكتيريا “إي كولاي” جزءًا من الكائنات الحية الدقيقة التي تعيش بصورة طبيعية في أمعاء الإنسان والحيوان، وغالبًا ما تكون غير ضارة. لكن، بحسب ما كشفه العلماء في دراسة حديثة، فإن سلالات معينة من هذه البكتيريا قد تلعب دورًا أساسيًا في زيادة خطر الإصابة بسرطانات الأمعاء والمثانة والبروستاتا، خاصة في الدول الصناعية الكبرى مثل المملكة المتحدة.

دور بكتيريا إي كولاي في الإصابة بالسرطان

أظهرت الدراسة، التي نُشرت في مجلة “لانسيت مايكروب”، أن سلالتين محددتين من بكتيريا “إي كولاي” تنتجان مادة كيميائية تُدعى “كوليباكتين”، والتي تؤدي إلى تدمير الحمض النووي لخلايا الجسم. وقد تم ربط هذه المادة بارتفاع خطر الإصابة بسرطانات الأمعاء.

ومن خلال المراقبة الجينية، استطاع الباحثون تتبع انتشار هذه السلالات في عدد من الدول الصناعية والنامية على حد سواء، مثل المملكة المتحدة والنرويج وباكستان وبنغلاديش. وخلصت النتائج إلى أن السلالتين المستهدفتين أكثر شيوعًا في الدول ذات المستويات المرتفعة من سرطانات الأمعاء والمثانة والبروستاتا، بينما تقل نسبة الإصابة بهذه السرطانات في البلدان النامية التي تشهد انخفاضًا ملحوظًا في انتشار هذه السلالات، كدول جنوب آسيا.

لماذا التركيز على هذه السلالات؟

أكد العلماء أن القضاء على السلالات المنتجة لمادة “كوليباكتين” يمكن أن يحقق فوائد كبيرة على مستوى الصحة العامة، لعدة أسباب:

  1. تقليل معدلات الإصابة بالسرطان: من خلال القضاء على مصدر الخطر الرئيسي.
  2. تقليل الاعتماد على المضادات الحيوية: إذ إن هذه السلالات تُعد مسؤولة عن عدوى المسالك البولية ومجرى الدم، مما يستلزم استخدامًا مكثفًا للمضادات الحيوية.
  3. تحسين الصحة العامة: إذ تُعتبر السرطانات المرتبطة ببكتيريا “إي كولاي” من بين الأسباب الرئيسية للوفيات في الدول الصناعية.

نتائج الدراسة وأهميتها

تُسلط الدراسة الضوء على العلاقة الوطيدة بين العدوى البكتيرية وتطور السرطانات، مما يفتح المجال أمام تطوير لقاحات أو علاجات جديدة تستهدف هذه السلالات بشكل مباشر. ويعد هذا الاكتشاف خطوة هامة نحو الحد من مخاطر السرطان، خاصة مع تزايد حالات الإصابة به في المجتمعات الصناعية.

ويشير الباحثون إلى أن الدول ذات معدلات الإصابة المنخفضة، مثل بنغلاديش وباكستان، قد تقدم نموذجًا لفهم كيفية السيطرة على انتشار هذه السلالات، وهو ما قد يُلهم برامج صحية عالمية للوقاية من السرطان.

في الختام، يُعتبر البحث عن حلول مبتكرة مثل اللقاحات والعلاجات الوقائية مفتاحًا جديدًا لتحسين الصحة العامة وتقليل عبء الأمراض السرطانية، مما يُمثل تطورًا هامًا في مجال مكافحة الأمراض المرتبطة بالعدوى البكتيرية.

Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


Comments Rules :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

Breaking News