تعد صحة القلب والأوعية الدموية واحدة من أهم القضايا الصحية التي تواجه كبار السن، حيث ترتبط الشيخوخة بزيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب مثل الخلل الوظيفي الانبساطي. وفقًا لدراسة حديثة أجرتها جامعة تشونغتشينغ الطبية في الصين، يمكن أن يلعب الشاي الأخضر دورًا فعالًا في الوقاية من بعض الاضطرابات القلبية، مما قد يفتح آفاقًا جديدة في مجال الطب الوقائي.
ما هو الخلل الوظيفي الانبساطي للقلب؟
القلب هو العضو الأساسي الذي يضخ الدم إلى كافة أنحاء الجسم، ويقوم بهذه المهمة عبر أربع حجرات رئيسية: الأذينان والبطينان. في الحالة الطبيعية، تسترخي البطينات السفلية بين النبضات لتملأ بالدم خلال مرحلة الانبساط. ولكن مع تقدم العمر، قد تواجه هذه البطينات صعوبة في الاسترخاء بسبب التصلب، مما يؤدي إلى انخفاض كفاءة الامتلاء بالدم، وهي حالة تعرف بالخلل الوظيفي الانبساطي.
هذا الخلل يمكن أن يتطور إلى قصور القلب الانبساطي، وهو مرض يسبب انخفاض القدرة على ضخ الدم بشكل كافٍ، مما يترك المريض عرضة للإرهاق وضيق التنفس وحتى الوفاة في الحالات المتقدمة.
دور الكاتيكينات في الوقاية
أثبتت الدراسة الصينية أن مركبات الكاتيكين، وبخاصة “إبيغالوكيتشين غالات” (EGCG)، الموجودة بتركيز عالٍ في الشاي الأخضر، قادرة على تحسين صحة القلب. خلال التجارب، أُعطيت إناث الفئران المصابة بأمراض القلب جرعات منتظمة من هذه المركبات لمدة ستة أشهر. وأظهرت النتائج انخفاضًا ملحوظًا في تلف الخلايا القلبية وتحسنًا في الأداء الرياضي للفئران، إلى جانب الوقاية من تطور الخلل الوظيفي الانبساطي المرتبط بالشيخوخة.
كيفية الاستفادة من الشاي الأخضر؟
يمكن تناول كوب من الشاي الأخضر يوميًا كجزء من نظام غذائي صحي. لكن يجب الانتباه إلى كمية الكافيين ومكونات الشاي الأخرى التي قد تختلف من علامة تجارية لأخرى. تحتوي معظم أنواع الشاي الأخضر على تركيز يتراوح بين 20 إلى 50 مليغرامًا من الإبيغالوكيتشين غالات لكل كوب.
هل الشاي الأخضر بديل للعلاج؟
من المهم التأكيد أن الشاي الأخضر ليس علاجًا قائمًا بذاته لأمراض القلب. بل يمكن أن يكون جزءًا من إستراتيجية وقائية شاملة. إذا كنت تعاني من أمراض قلبية، يجب استشارة طبيبك قبل إدخال أي تغييرات على نظامك الغذائي.
تشير الدراسات إلى إمكانية استخدام مركبات الشاي الأخضر كأداة فعالة للوقاية من بعض الاضطرابات القلبية لدى كبار السن. ورغم أن الأمر يتطلب مزيدًا من البحث، فإن هذه النتائج تفتح المجال أمام تحسين صحة القلب باستخدام حلول طبيعية مستمدة من الغذاء.