تلعب درجة الحرارة داخل المنزل دورًا كبيرًا في تعزيز صحة الأفراد وراحتهم. توصي هيئة الصحة العامة البريطانية بالحفاظ على درجات حرارة الغرف أعلى من 18 درجة مئوية، مع التأكيد على أهمية ذلك للفئات الأكثر عرضة للمخاطر، مثل كبار السن فوق 65 عامًا، والمرضى الذين يعانون من حالات صحية مزمنة.
عمومًا، يُفضل ضبط درجات الحرارة في غرف المعيشة بين 20 إلى 21 درجة مئوية، لضمان بيئة مريحة ودافئة. أما في غرف النوم، فإن درجة حرارة 18 درجة مئوية تعتبر مثالية لأنها تتيح للجسم خفض حرارته الداخلية، مما يُحسن جودة النوم ويساهم في استرخاء العضلات وتنظيم إيقاع النوم.
درجات الحرارة للأطفال: حماية للصحة
بالنسبة للأطفال، تُوصى درجات الحرارة بين 16 و20 درجة مئوية لتقليل مخاطر متلازمة موت الرضع المفاجئ (SIDS)، حيث أظهرت الدراسات أن ارتفاع درجة الحرارة قد يزيد من هذه المخاطر. الحفاظ على هذه النطاقات الحرارية يساعد في حماية الجهاز التنفسي للأطفال وتجنب مشكلات صحية أخرى.
الهواء الجاف وتأثيراته الصحية
رغم أهمية تدفئة المنزل، يمكن أن يؤدي الهواء الجاف الناتج عن التدفئة المركزية إلى مشاكل صحية متعددة. وفقًا للصيدلانية كارولينا جونكالفيس، يؤثر الهواء الجاف سلبًا على الجهاز التنفسي، حيث يزيد من احتمالية الإصابة بنوبات الربو بسبب تضيق القصبات الهوائية، والصفير، وزيادة إنتاج المخاط.
بالإضافة إلى ذلك، يسبب الهواء الجاف جفاف الجلد والعينين، مما يؤدي إلى تهيجهما وتفاقم أمراض جلدية مثل الإكزيما والصدفية، الأمر الذي يزيد من خطر التشقق والعدوى. لذلك، يُنصح باستخدام أجهزة الترطيب لتحسين جودة الهواء داخل المنزل.
أهمية التدفئة في الحفاظ على صحة الجسم
على الرغم من سلبيات الهواء الجاف، فإن الحفاظ على دفء المكان أمر بالغ الأهمية، خاصة خلال فصل الشتاء. درجات الحرارة المنخفضة قد تؤدي إلى انقباض الأوعية الدموية، مما يزيد من ضغط الدم ويضع عبئًا إضافيًا على القلب. يمكن أن يسبب هذا مضاعفات خطيرة مثل ارتفاع ضغط الدم، والذبحة الصدرية، وحتى النوبات القلبية.
إضافة إلى ذلك، تؤثر درجات الحرارة الباردة سلبًا على جهاز المناعة، حيث تصبح القدرة الدفاعية للجسم أضعف، مما يزيد من خطر الإصابة بنزلات البرد والإنفلونزا. من جهة أخرى، تساعد التدفئة المناسبة في تخفيف أعراض الأمراض المزمنة مثل التهاب المفاصل والربو.
اختيار درجة الحرارة المثلى داخل المنزل يعتمد على الفئة العمرية والحالة الصحية للأفراد، مع الحرص على توازن دقيق بين الدفء والرطوبة. تأمين بيئة منزلية دافئة ورطبة بشكل معتدل يمكن أن يكون المفتاح لتعزيز الصحة العامة والوقاية من الأمراض المرتبطة بالبرودة والجفاف.
