الماء عنصر أساسي في حياتنا اليومية، فهو يُشكّل نسبة كبيرة من أجسامنا ويتحكم في عمليات حيوية متعددة. ومع ذلك، فإن القاعدة الشائعة بشرب 8 أكواب يوميًا تثير الكثير من التساؤلات. فهل هي قاعدة علمية؟ أم أنها مجرد خرافة انتشرت دون أساس؟
رأي العلم: الكمية المناسبة تعتمد على احتياجات الفرد
وفقًا للبروفيسور لويس هالسي، أستاذ الفسيولوجيا البيئية في جامعة روهامبتون، فإن احتياجات الماء تختلف من شخص لآخر. إذ يعتمد ذلك على عوامل مثل الحجم، النشاط البدني، ونسبة الدهون في الجسم. الأشخاص ذوو الكتلة العضلية الكبيرة، على سبيل المثال، يحتاجون إلى كميات أكبر من الماء مقارنة بأولئك الذين لديهم نسبة دهون أعلى.
تأثير المناخ والغذاء على استهلاك الماء
العيش في مناخ جاف يزيد من حاجة الجسم للماء نتيجة فقدان السوائل عبر التنفس. كما أن النظام الغذائي يلعب دورًا رئيسيًا؛ فالأطعمة منخفضة الماء، مثل الوجبات عالية الكثافة بالسعرات الحرارية، تجعلنا نحتاج لشرب المزيد لتعويض نقص الماء.
نصيحة الخبراء: العطش هو المؤشر الحقيقي
يُشير هالسي إلى أن الشعور بالعطش هو أفضل دليل لمعرفة حاجة الجسم إلى الماء. لكن كبار السن قد لا يشعرون بالعطش بوضوح، ما يجعلهم أكثر عرضة للجفاف المزمن. لذلك، يُنصح بمتابعة كمية السوائل لديهم بعناية.
بدلاً من التقيّد بقاعدة صارمة لشرب الماء، ينصح الخبراء بالاستماع إلى إشارات الجسم الطبيعية. كما يؤكدون أن شرب كميات كبيرة دفعة واحدة لا يُشكل مشكلة، بل هو آمن تمامًا لأن الجسم يتعامل مع السوائل بكفاءة.