في خطوة طموحة تهدف إلى تغيير مستقبل الطب الحيوي، أعلنت شركة “ريترو بايوساينسز” عن مشروعها الفريد لإطالة عمر الإنسان بمقدار عشر سنوات، مدعومة بالذكاء الاصطناعي، واستثمارات ضخمة بلغت مليار دولار. وتأتي هذه المبادرة في إطار محاولات علمية لتطوير علاجات مبتكرة لأمراض مستعصية مثل ألزهايمر، مما يعيد الأمل لملايين المرضى حول العالم.
الذكاء الاصطناعي: مفتاح الحلول الطبية
بفضل شراكتها مع شركة “أوبن إيه آي”، تسعى “ريترو بايوساينسز” للاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي لتصميم بروتينات متقدمة قادرة على تحويل الخلايا العادية إلى خلايا جذعية، ما يشكل ثورة علمية في الطب الحديث. سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لـ”أوبن إيه آي”، استثمر شخصياً 180 مليون دولار لدعم هذه الجهود، مما يبرز إيمان قادة التكنولوجيا بقدرة الذكاء الاصطناعي على إحداث تغيير جذري في الطب.
مشاريع طبية واعدة
تستثمر الشركة الناشئة، التي تتخذ من سان فرانسيسكو مقراً لها، في تمويل ثلاث تجارب سريرية رئيسية هذا العام:
- دواء لتنظيم الالتهام الذاتي في الخلايا: تستهدف هذه العملية الطبيعية التخلص من المكونات الخلوية التالفة، التي يُعتقد أن فشلها يؤدي إلى أمراض مثل ألزهايمر.
- دواء لإصلاح الخلايا الدبقية الصغيرة: يهدف هذا العلاج لاستبدال الخلايا الدماغية التالفة، في محاولة لمكافحة الخرف بشكل جذري.
- دواء لتجديد خلايا الدم: يسعى هذا المشروع إلى استبدال الخلايا الجذعية القديمة بأخرى شابة، مما يساعد على تجديد 80% من خلايا الجسم وكأنها في بداية العمر.
إطالة الحياة الصحية: هدف مشترك لعمالقة التكنولوجيا
لم تكن “ريترو بايوساينسز” الوحيدة في هذا المجال، حيث استثمر مؤسس غوغل والمدير التنفيذي لأمازون جيف بيزوس في مشاريع مشابهة تهدف إلى زيادة عدد السنوات التي يعيشها الإنسان بصحة جيدة. ومن المتوقع أن تبدأ شركة “إيزومورفيك لابس” التابعة لغوغل تجاربها على أدوية تم تطويرها باستخدام الذكاء الاصطناعي بنهاية هذا العام.
ثورة طبية أم خيال علمي؟
مع هذه الابتكارات، يبدو أن حلم البشر بإطالة عمرهم لم يعد خيالاً علمياً. ومع ذلك، لا تزال هذه المشاريع تواجه تحديات كبيرة من حيث الأبحاث السريرية والتطبيق العملي. إذا نجحت هذه الجهود، فإنها لن تُحدث تغييراً فقط في العمر المتوقع للإنسان، بل أيضاً في جودة الحياة الصحية، مما يجعل الشيخوخة أقل عبئاً وأكثر قابلية للإدارة.
إن ثورة “ريترو بايوساينسز” وأمثالها تمثل بداية فصل جديد في تاريخ الطب، حيث تلتقي التكنولوجيا الحيوية مع الذكاء الاصطناعي لتحقيق ما كان يُعتبر مستحيلاً.
