هل يزيد الاكتئاب الوراثي من خطر الإصابة بأمراض القلب لدى النساء؟ دراسة جديدة تكشف العلاقة

Waleed16 ديسمبر 2024Last Update :
هل يزيد الاكتئاب الوراثي من خطر الإصابة بأمراض القلب لدى النساء؟ دراسة جديدة تكشف العلاقة

تُعتبر أمراض القلب السبب الأول للوفاة على مستوى العالم لدى الرجال والنساء على حد سواء، لكن ما يثير الانتباه هو الدور الذي تلعبه العوامل الوراثية المرتبطة بالاكتئاب في زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب لدى النساء بشكل خاص. وقد كشفت دراسة طبية حديثة نُشرت نتائجها عبر موقع “ساينس أليرت” عن وجود ارتباط جيني وثيق بين الاكتئاب وأمراض القلب لدى النساء، وهو ما يُثير التساؤلات حول ضرورة الاهتمام بالفحوصات الوقائية المبكرة لدى هذه الفئة.

النساء في دائرة الخطر المزدوج

أظهرت الدراسة، التي أجريت بواسطة معهد جامعة كوينزلاند للعلوم البيولوجية الجزيئية، تحليلاً معمقاً لبيانات جينية وصحية تعود إلى نحو 345 ألف شخص من بريطانيا. ركز الباحثون على مقارنة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية بين الذكور والإناث، ووجدوا أن النساء اللاتي لديهن استعداد وراثي أعلى للاكتئاب يعانين من زيادة ملحوظة في خطر الإصابة بأمراض القلب.

والمثير للاهتمام، أن هذه العلاقة لم تُلاحظ لدى الرجال، وهو ما يفتح المجال أمام فرضيات جديدة حول الاختلافات البيولوجية والوراثية بين الجنسين.

ما هي الأسباب المحتملة لهذا الارتباط؟

العديد من الدراسات السابقة ربطت بين الاكتئاب وأمراض القلب، لكنها غالبًا ما كانت تُرجع هذه العلاقة إلى العوامل السلوكية ونمط الحياة، مثل:

  • التدخين.
  • سوء التغذية.
  • قلة ممارسة التمارين الرياضية.
  • استخدام الأدوية النفسية التي قد تُسبب زيادة الوزن وارتفاع مستويات الكوليسترول.

إلا أن هذه الدراسة الحديثة دحضت بعض تلك الفرضيات، حيث أكدت أن الخطر لدى النساء يرتبط بالجينات وليس بالتغيرات السلوكية فقط أو استخدام الأدوية، خاصةً وأن العلاقة ظهرت حتى عند النساء اللاتي لم يُشخصن بالاكتئاب أو لم يتناولن أدوية نفسية.

اختلاف بين الجنسين لا يمكن تجاهله

لم تتمكن الدراسة من تفسير سبب عدم ظهور الارتباط نفسه لدى الرجال، لكن يبدو أن هناك عوامل وراثية أو بيولوجية خاصة بالنساء تجعل الارتباط بين الاكتئاب وأمراض القلب أكثر وضوحًا.

وفي حين أن عوامل الخطر التقليدية، مثل ارتفاع ضغط الدم أو السمنة أو التدخين، تساهم بشكل مشترك لدى الجنسين في زيادة احتمال الإصابة بأمراض القلب، إلا أن الدراسة أثبتت أن العوامل الوراثية تلعب دورًا مضاعفًا عند النساء.

أهمية الوقاية والفحوصات المبكرة

يشدد الباحثون على ضرورة إجراء الفحوصات الوقائية الدورية للنساء اللاتي لديهن تاريخ عائلي مع الاكتئاب أو أمراض القلب. ويمكن أن تساعد هذه النتائج في تحسين أساليب التنبؤ المبكر بخطر الإصابة، مما يتيح الفرصة للتدخل الطبي في الوقت المناسب.

كما يُوصي الخبراء بأهمية التركيز على اتباع نمط حياة صحي يتضمن:

  1. ممارسة التمارين الرياضية بانتظام.
  2. تجنب التدخين.
  3. تناول نظام غذائي متوازن.
  4. التحكم في مستويات التوتر والاكتئاب من خلال الدعم النفسي والعلاجات المناسبة.

النتائج في سياق أوسع

هذه الدراسة تُسلط الضوء على تعقيد العلاقة بين الدماغ والقلب، وتُشير إلى أن الصحة النفسية والوراثية لا يمكن تجاهلها عند الحديث عن الوقاية من أمراض القلب. وفي ظل كون الاكتئاب يؤثر على ضعف عدد النساء مقارنة بالرجال، فإن الكشف المبكر عن المخاطر الصحية المرتبطة به يُمثل خطوة مهمة نحو تقليل معدلات الوفاة المرتفعة لدى النساء بسبب أمراض القلب.

Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


Comments Rules :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

Breaking News