انتشرت في الآونة الأخيرة مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي تتحدث عن محاولات بعض الأشخاص لتحقيق أفضل تجربة نوم ممكنة، ونشر الناشطون تجاربهم ووسائلهم تحت موضوع “سليبماكسينغ” (Sleepmaxxing)، الذي أصبح أحد الموضوعات الرائجة والمثيرة للجدل.
هوس النوم المثالي
لقد تحول الحصول على النوم المثالي إلى هوس عند بعض مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يستخدم هؤلاء مجموعة من الاستراتيجيات والتقنيات بطرق قد تبدو مبالغ فيها لتحسين نوعية ومدة النوم. تشمل هذه الممارسات استخدام أدوات وتقنيات وأجهزة ذكية ومكملات غذائية لتحفيز الجسم على النوم الأعمق والأطول. ولكن هل هذه الممارسات مبالغ فيها أم أنها طرق فعالة؟
دور الأجهزة الذكية والمكملات
تعتمد بعض هذه الأساليب على الأجهزة الذكية التي تتبع مراحل النوم المختلفة، مثل نوم حركة العين السريعة والنوم العميق. وتشمل الممارسات الأكثر تفاعلًا تناول المكملات الغذائية، استخدام أغطية الأسرّة المريحة، وسدادات الأذن، وأجهزة تنقية الهواء. لكن هل هذه الوسائل كافية لتحقيق نوم مثالي، أم أنها قد تؤدي إلى القلق والمبالغة في متابعة كل تفصيلة تتعلق بالنوم؟
القلق من هوس النوم
بالرغم من أن بعض النتائج كانت إيجابية من حيث زيادة عدد ساعات النوم وتحسين جودته، إلا أن القلق بشأن الالتزام بروتين معين قد يعكس آثارًا سلبية على ممارسي هذا الترند. يشير الدكتور هاري غاريت إلى أن هذا الهوس قد يجعل الأشخاص يقعون في دائرة من القلق المفرط الذي يؤثر سلبًا على نومهم.
النوم: ممارسة طبيعية
تؤكد اختصاصية فسيولوجيا النوم، ستيفاني روميسزوسكي، أن النوم عملية طبيعية لا تحتاج إلى تدخلات معقدة. بدلاً من التمسك بروتين صارم، ينبغي التركيز على عيش حياة متوازنة وصحية لتحسين جودة النوم. إن الإفراط في محاولة السيطرة على كل عامل قد ينعكس سلبًا على تجربة النوم.
الأثر النفسي والاقتصادي
هناك قلق من أن تسويق النوم كمنتج قد يدفع الأشخاص إلى إنفاق الأموال على منتجات وأجهزة قد لا تكون ضرورية. يشير الدكتور غاريت إلى أن كثيرًا من هذه الممارسات تعتمد على نصائح غير مختبرة علميًا، مما قد يؤدي إلى إهدار الوقت والمال دون تحقيق الفائدة المرجوة.
تحسين النوم بأساليب معقولة
ينصح الخبراء باتباع نصائح بسيطة لتحسين جودة النوم، مثل تجنب الكافيين قبل النوم بعدة ساعات، تقليل التعرض للشاشات قبل النوم، ممارسة الرياضة بانتظام، والحفاظ على نمط نوم ثابت. هذه الأساليب البسيطة أثبتت فعاليتها في تحسين نوعية النوم دون الحاجة إلى الاعتماد على أدوات أو مكملات باهظة الثمن.
النوم والصحة العامة
يؤكد نوح كاس، خبير العلاج النفسي، أن النوم الجيد يعزز الصحة الجسدية والعقلية. إن الحصول على قسط كافٍ من النوم يمكن أن يساعد في تقليل التوتر، تحسين المزاج، دعم الجهاز المناعي، وتعزيز التركيز والذاكرة، مما يجعل النوم عنصرًا أساسيًا في الحفاظ على حياة صحية ومتوازنة.
في نهاية المطاف، يعد “سليبماكسينغ” مجرد اتجاه قد يساعد البعض في تحسين نومهم، لكن التركيز على الأساليب البسيطة والطبيعية قد يكون أكثر فعالية وأمانًا لتحقيق نوم مثالي.