يشتهر الاستحمام بالماء البارد أو الغمر في الماء المثلج بعد التمارين الرياضية العنيفة كوسيلة للتعافي السريع، حيث يُعتقد أنه يساهم في تقليل الإجهاد البدني وتحسين الاستشفاء العضلي. لكن دراسة علمية حديثة كشفت أن لهذا الأسلوب فوائد مهمة، لكنه لا يخلو من المخاطر، مما يستدعي الحذر عند تطبيقه.
فوائد الاستحمام بالماء البارد بعد التمارين
كشفت دراسة أجرتها جامعة جنوب أستراليا، نُشرت في الدورية العلمية “بلوس وان” (Plos One)، عن أن الغمر في الماء البارد بعد التمارين الرياضية قد يكون له آثار إيجابية على الصحة العامة، أبرزها:
- تقليل التوتر: أظهرت الأبحاث أن الغمر في الماء المثلج يساعد على تخفيف التوتر العصبي وتحسين الحالة المزاجية لمدة تصل إلى 12 ساعة.
- تحسين جودة النوم: وجد الباحثون أن الأشخاص الذين يعتمدون على الماء البارد بعد التمارين ينامون بشكل أكثر هدوءًا وعمقًا مقارنة بغيرهم.
- المساعدة في استشفاء العضلات: يُعتقد أن الماء البارد يقلل من الالتهابات الطفيفة الناتجة عن التمارين المكثفة، مما يساعد في استعادة العضلات لنشاطها بسرعة.
الجانب السلبي: هل هناك مخاطر؟
بالرغم من الفوائد الواضحة، حذرت الدراسة من أن الغمر في الماء البارد قد يؤدي إلى زيادة مؤقتة في معدلات الالتهابات داخل الجسم. وهذا قد يشكل خطرًا على بعض الفئات، لا سيما:
- الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة مثل التهاب المفاصل أو اضطرابات الجهاز المناعي، إذ قد تؤدي الالتهابات الأولية الناجمة عن الصدمة الباردة إلى تفاقم حالتهم الصحية.
- الرياضيون الذين يعتمدون على هذه الطريقة يوميًا، حيث قد تتداخل مع عمليات التعافي الطبيعية للجسم على المدى الطويل.
هل يجب عليك تجربة الغمر في الماء البارد؟
أكد الباحثون لموقع “هيلث داي” المتخصص في الأبحاث الطبية ضرورة إجراء مزيد من الدراسات لفهم التأثيرات طويلة المدى للغمر في الماء البارد. وحتى ذلك الحين، ينصح الخبراء بأخذ العوامل الفردية في الاعتبار قبل تبني هذه العادة، خاصة إذا كنت تعاني من مشاكل صحية كامنة.
يعد الاستحمام بالماء البارد بعد التمارين الرياضية سلاحًا ذا حدين، إذ يوفر فوائد مثل تقليل التوتر وتحسين النوم، لكنه قد يزيد من احتمالات الالتهابات، مما يستوجب الحذر. لذا، إذا كنت تفكر في تجربة هذه الطريقة، فمن الأفضل استشارة طبيب مختص لضمان أنها تناسب حالتك الصحية.
