كشفت دراسة جديدة أجراها باحثون من قسم علم الأوبئة في الأمراض الجلدية وتقييم العلاجات بجامعة باريس عن وجود علاقة بين تناول كميات كبيرة من الأطعمة فائقة المعالجة وتفاقم أعراض الصدفية. ونُشرت نتائج هذه الدراسة المهمة في مجلة جاما ديرماتولوجي بتاريخ 27 نوفمبر/تشرين الثاني، لتضيف رؤى جديدة حول تأثير التغذية على هذا المرض المناعي الجلدي.
ما هي الصدفية؟
الصدفية هي حالة جلدية مزمنة تسبب ظهور بقع متقشرة ملتهبة على سطح الجلد. غالباً ما تظهر هذه البقع على المرفقين، الركبتين، فروة الرأس وأسفل الظهر، لكنها قد تمتد لتشمل أي منطقة من الجسم. تُعد الصدفية مرضاً مناعياً يحدث نتيجة خلل في نشاط الجهاز المناعي، حيث يؤدي إلى إنتاج سريع وغير طبيعي لخلايا الجلد، مما يجعل البشرة تبدو سميكة وملتهبة.
أسباب وعوامل الخطر المرتبطة بالصدفية
بينما لا تزال الأسباب الدقيقة لفرط نشاط الجهاز المناعي في الصدفية غير مفهومة بالكامل، يُعتقد أن مزيجاً من العوامل الوراثية والبيئية يلعب دوراً رئيسياً في ظهور المرض. وتشمل أبرز عوامل الخطر:
- التاريخ العائلي: غالباً ما يكون هناك سجل وراثي للإصابة بالصدفية في العائلة.
- العوامل البيئية: مثل العدوى، التدخين، السمنة، واستخدام بعض الأدوية.
- التوتر والإجهاد: يُعد أحد المحفزات التي تؤدي إلى تفاقم الحالة.
الدراسة الجديدة: الأطعمة فائقة المعالجة وعلاقتها بالصدفية
في هذه الدراسة، قام الباحثون بجمع بيانات من استبيانات شارك فيها أشخاص تزيد أعمارهم عن 15 عاماً. تضمنت البيانات معلومات تفصيلية حول حالة الصدفية لديهم واستهلاكهم اليومي للأطعمة فائقة المعالجة. تم تقسيم المشاركين إلى ثلاث مجموعات بناءً على كمية الأطعمة فائقة المعالجة التي يستهلكونها:
- الجزء الأول: استهلاك منخفض.
- الجزء الثاني: استهلاك متوسط.
- الجزء الثالث: استهلاك مرتفع.
أخذ الباحثون في الاعتبار العديد من العوامل الأخرى التي قد تؤثر على النتائج، مثل العمر، الجنس، الحالة الصحية، النشاط البدني، ومؤشر كتلة الجسم.
نتائج الدراسة
توصل الباحثون إلى وجود ارتباط قوي بين استهلاك كميات كبيرة من الأطعمة فائقة المعالجة وزيادة شدة أعراض الصدفية. تضمنت الأعراض الأكثر شيوعاً:
- بقع جلدية حمراء وسميكة مع قشور فضية.
- جفاف وتشقق الجلد، ما يسبب الحكة أو النزيف.
- تشوهات في الأظافر مثل السماكة أو التشقق.
الأطعمة فائقة المعالجة وتأثيرها السلبي
تُعرف الأطعمة فائقة المعالجة بمكوناتها الاصطناعية، مثل المواد الحافظة، الألوان الصناعية، والمحليات. تتميز هذه الأطعمة بفترة صلاحية طويلة لكنها تحتوي غالباً على مستويات عالية من الدهون المشبعة، الملح، والسكر، ما يجعلها مرتبطة بعدد من الأمراض المزمنة مثل السكري من النوع الثاني، وأمراض القلب، وحتى بعض أنواع السرطان.
توصيات لتجنب تفاقم الصدفية
للمرضى الذين يعانون من الصدفية، يمكن لتعديل النظام الغذائي أن يساهم في تحسين الأعراض. إليك بعض النصائح الغذائية:
- تقليل استهلاك الأطعمة فائقة المعالجة: واستبدالها بالأطعمة الطبيعية مثل الخضروات والفواكه.
- زيادة استهلاك الأطعمة المضادة للالتهابات: مثل الأسماك الدهنية والمكسرات.
- الحفاظ على وزن صحي: إذ تُعتبر السمنة من عوامل تفاقم المرض.
تسلط هذه الدراسة الضوء على أهمية التغذية السليمة ودورها في السيطرة على الأمراض المزمنة مثل الصدفية. يُنصح المرضى بالحد من تناول الأطعمة فائقة المعالجة واعتماد نظام غذائي صحي لتحسين جودة الحياة والتقليل من الأعراض المزعجة للمرض.
